(تتمة)البرنامج اليومي والاسبوعي والشهري والسنوي للمؤمن
صفحة 1 من اصل 1
(تتمة)البرنامج اليومي والاسبوعي والشهري والسنوي للمؤمن
البرنامج السنوي للمؤمن
والآن سوف نبدأ بعون الله تعالى ذكر مواسم الطاعات في السنة وسوف نتدرج بذكر هذه المواسم حسب شهور السنة القمرية
شهر محرم
يقوم المؤمن بصيام ما استطاع صيامه من هذا الشهر لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ)مسلم.
ويزداد فضل الصيام يوم التاسع و العاشر من هذا الشهر عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي عَاشُورَاءَ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)البخاري , عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)مسلم. ولقد سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صيام يوم عاشوراء فقال (يكفر السنة الماضية)مُسلِم.
شهر رجب
يقول المؤمن في أول أيام هذا الشهر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حيث كان (إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبارك لنا في رمضان) , أما عن صيام هذا الشهر فقد قال ابن حجر : لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ا.هـ .
شهر شعبان
لقد أخبرتنا السيدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها انه (لم يكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يصوم من شهر أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وفي رواية كان يصوم شعبان إلا قليلاً)مُتَّفّق عَلَيهِ , فيستحب للمؤمن أن يصوم من هذا الشهر استعداداً لشهر رمضان وإقتداء بسيد الأنام صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم , ولقد بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فضل هذا الشهر فقال (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)صححه الألباني. . وفي هذا الشهر ليلة النصف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذ كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه !ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا ألا كذا،حتى يطلع الفجر) وفي هذه الليلة يطلع الله عز وجل على أهل الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن)حسنه الألباني.
شهر رمضان
انه شهر رمضان وما أدراك ما رمضان شهر القران شهر فتح أبواب الجنان شهر العتق من النيران شهر التوبة والغفران فإذا ما ثبت شهر رمضان بادر المؤمن بتثبيت النية قبل الفجر , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)صححه الألباني , ثم يتسحر لان في السحور بركة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)متفق عليه , وهكذا يستمر في عبادة الله عز وجل من صيام وقيام لصلاة التراويح قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ , حتى إذا جاءت العشر الأواخر فعل كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل حيث (كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ , وفي هذه الأيام توجد ليلة خيرا من ألف شهر وهي ليلة القدر فان (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وقبل نهاية هذا الشهر الكريم يقوم المؤمن بإخراج صدقة الفطر فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين)صححه الألباني.
عيد الفطر
ولأنه (من السنة أن يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج ولو بتمرة)صححه الألباني يقوم المؤمن بالإفطار قبل أن يذهب إلى المصلى ثم يكبر , وقد كان ابن عمر (إذا غدا يوم الفطر ، ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يأتي الإمام)صححه الألباني , وبعد أن يصلي العيد في المصلى يقوم بصلاة ركعتين في المنزل سنة العيد حيث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم العيد حتى يطعم، فإذا خرج صلى للناس ركعتين، فإذا رجع صلى في بيته ركعتين، وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا)حسنه الألباني , ومن السنة أن يذهب المؤمن إلى المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر وبعد ذلك يذهب إلى أهله وأصدقائه وجيرانه ليهنئهم بالعيد.
شهر شوال
فبعد أن صام المؤمن شهر رمضان استحب له صيام ستة أيام من شوال وليتحصل على الأجر المذكور في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)مُسلِمٌ. لأنه (من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيامه السنة)
شهر ذو الحجة
يستغل المؤمن هذه الأيام بطاعة الله وذكره والقيام بالواجبات من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك فإنها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام، فالعمل فيها وإن كان مفضولاً فإنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى اللَّه من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رَسُول اللَّهِ ولا الجهاد في سبيل اللَّه؟ قال ولا الجهاد في سبيل اللَّه إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)البُخَارِيُّ , فإذا ما أهل هلال الشهر عمل بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)مسلم , وهذا النهي ظاهرة أنه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه،كما يحافظ المؤمن على التكبير في هذه الأيام في جميع الأوقات من ليل أو نهار إلى صلاة العيد , وقد كان (ابن عمر أبي هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في العشر، فيكبرون ويكبر الناس بتكبريتهما)البخاري ، وقد روى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) , ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها لقوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة 185. فإذا ما جاء يوم عرفة اليوم الذي قال عنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (ما من يوم أكثر من أن يعتق اللَّه فيه عبداً من النار من يوم عرفة)مُسلِمٌ , يقوم المؤمن بصيام هذا اليوم فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صوم يوم عرفة؟(يكفر السنة الماضية والباقية)مُسلِمٌ
عيد الأضحى
يعلم المؤمن أن للمؤمنين في الدنيا ثلاثة أعياد لا غير، عيد يتكرر في كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وعيدان يأتيان في كل عام مرة، وهما عيدا الفطر والأضحى، فلمـا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال (إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى)صححه الألباني , فأبدلنا الله بيومي اللهو واللعب يومي الذكر، والشكر، والمغفرة، والعفـو , فيبدأ المؤمن التكبير من ليلة العيد في الأسواق، والبيوت، ودبر الصلوات المكتوبة، وفي الطريق، وقبل الصلاة؛ وصفته : "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"؛ ويستمر التكبير حتى صلاة عصر ثالث أيام التشريـق.
يغتسل المؤمن و يلبس أحسن ثيابه ويتطيب لصلاة العيد،ثم يذهب إلى المصلى يصلي العيد جماعة في المصلى والصحارى، ولا تُصلى في المسجد إلا لضرورة , ومن السنة أن يرجع من المصلى بطريق غير الطريق الذي جاء به , وبعد الفراغ من الصلاة والخطبة يتعجل المؤمن بذبح أضحيته، ومن لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول ذبح في اليوم الثاني أو الثالث.
وبعد يوم العيد و أيام التشريق (وهى الأيام التي بعد يوم النحر وقد اختلف العلماء في كونها يومين أو ثلاثة أيام بعد يوم النحر) يكثر المؤمن من ذكر الله ولا يجوز للمؤمن صيام هذه الأيام عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا فَقَال (كُلْ فَقَالَ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عَمْرٌو كُلْ فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِإِفْطَارِهَا وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا)صححه الألباني. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (أيام التشريق أيام طعم وذكر)صححه الألباني
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله
وبعد انقضاء العمر يجب أن تحين ساعة الفراق من هذه الدنيا ولأن الدنيا كما اخبر عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها)صححه الألباني , فبقاؤنا في هذه الدنيا إنما ساعة ثم نرحل عنها فنسأل الله أن يكون آخر كلامنا فيها لا إله إلا الله قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)صححه الألباني.
فضل الله
ومرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين ولم يبقى للإنسان إلا ما قدمه قبل لحظة الموت أن تحين قال الله تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي!إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)مسلم , وهكذا انتهاء عمر الإنسان ولكن لم يزل باق فضل الرحمن حتى بعد انقضاء اجل الإنسان قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أربع من عمل الأحياء يجري للأموات رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من أجر عمله شيئا ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب)صححه الألباني.
و السلام .
و الله المستعان
والآن سوف نبدأ بعون الله تعالى ذكر مواسم الطاعات في السنة وسوف نتدرج بذكر هذه المواسم حسب شهور السنة القمرية
شهر محرم
يقوم المؤمن بصيام ما استطاع صيامه من هذا الشهر لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ)مسلم.
ويزداد فضل الصيام يوم التاسع و العاشر من هذا الشهر عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي عَاشُورَاءَ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)البخاري , عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)مسلم. ولقد سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صيام يوم عاشوراء فقال (يكفر السنة الماضية)مُسلِم.
شهر رجب
يقول المؤمن في أول أيام هذا الشهر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حيث كان (إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبارك لنا في رمضان) , أما عن صيام هذا الشهر فقد قال ابن حجر : لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ا.هـ .
شهر شعبان
لقد أخبرتنا السيدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها انه (لم يكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يصوم من شهر أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وفي رواية كان يصوم شعبان إلا قليلاً)مُتَّفّق عَلَيهِ , فيستحب للمؤمن أن يصوم من هذا الشهر استعداداً لشهر رمضان وإقتداء بسيد الأنام صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم , ولقد بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فضل هذا الشهر فقال (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)صححه الألباني. . وفي هذا الشهر ليلة النصف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذ كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه !ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا ألا كذا،حتى يطلع الفجر) وفي هذه الليلة يطلع الله عز وجل على أهل الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن)حسنه الألباني.
شهر رمضان
انه شهر رمضان وما أدراك ما رمضان شهر القران شهر فتح أبواب الجنان شهر العتق من النيران شهر التوبة والغفران فإذا ما ثبت شهر رمضان بادر المؤمن بتثبيت النية قبل الفجر , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)صححه الألباني , ثم يتسحر لان في السحور بركة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)متفق عليه , وهكذا يستمر في عبادة الله عز وجل من صيام وقيام لصلاة التراويح قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ , حتى إذا جاءت العشر الأواخر فعل كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل حيث (كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ , وفي هذه الأيام توجد ليلة خيرا من ألف شهر وهي ليلة القدر فان (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وقبل نهاية هذا الشهر الكريم يقوم المؤمن بإخراج صدقة الفطر فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين)صححه الألباني.
عيد الفطر
ولأنه (من السنة أن يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج ولو بتمرة)صححه الألباني يقوم المؤمن بالإفطار قبل أن يذهب إلى المصلى ثم يكبر , وقد كان ابن عمر (إذا غدا يوم الفطر ، ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يأتي الإمام)صححه الألباني , وبعد أن يصلي العيد في المصلى يقوم بصلاة ركعتين في المنزل سنة العيد حيث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم العيد حتى يطعم، فإذا خرج صلى للناس ركعتين، فإذا رجع صلى في بيته ركعتين، وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا)حسنه الألباني , ومن السنة أن يذهب المؤمن إلى المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر وبعد ذلك يذهب إلى أهله وأصدقائه وجيرانه ليهنئهم بالعيد.
شهر شوال
فبعد أن صام المؤمن شهر رمضان استحب له صيام ستة أيام من شوال وليتحصل على الأجر المذكور في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)مُسلِمٌ. لأنه (من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيامه السنة)
شهر ذو الحجة
يستغل المؤمن هذه الأيام بطاعة الله وذكره والقيام بالواجبات من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك فإنها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام، فالعمل فيها وإن كان مفضولاً فإنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى اللَّه من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رَسُول اللَّهِ ولا الجهاد في سبيل اللَّه؟ قال ولا الجهاد في سبيل اللَّه إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)البُخَارِيُّ , فإذا ما أهل هلال الشهر عمل بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)مسلم , وهذا النهي ظاهرة أنه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه،كما يحافظ المؤمن على التكبير في هذه الأيام في جميع الأوقات من ليل أو نهار إلى صلاة العيد , وقد كان (ابن عمر أبي هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في العشر، فيكبرون ويكبر الناس بتكبريتهما)البخاري ، وقد روى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) , ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها لقوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة 185. فإذا ما جاء يوم عرفة اليوم الذي قال عنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (ما من يوم أكثر من أن يعتق اللَّه فيه عبداً من النار من يوم عرفة)مُسلِمٌ , يقوم المؤمن بصيام هذا اليوم فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صوم يوم عرفة؟(يكفر السنة الماضية والباقية)مُسلِمٌ
عيد الأضحى
يعلم المؤمن أن للمؤمنين في الدنيا ثلاثة أعياد لا غير، عيد يتكرر في كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وعيدان يأتيان في كل عام مرة، وهما عيدا الفطر والأضحى، فلمـا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال (إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى)صححه الألباني , فأبدلنا الله بيومي اللهو واللعب يومي الذكر، والشكر، والمغفرة، والعفـو , فيبدأ المؤمن التكبير من ليلة العيد في الأسواق، والبيوت، ودبر الصلوات المكتوبة، وفي الطريق، وقبل الصلاة؛ وصفته : "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"؛ ويستمر التكبير حتى صلاة عصر ثالث أيام التشريـق.
يغتسل المؤمن و يلبس أحسن ثيابه ويتطيب لصلاة العيد،ثم يذهب إلى المصلى يصلي العيد جماعة في المصلى والصحارى، ولا تُصلى في المسجد إلا لضرورة , ومن السنة أن يرجع من المصلى بطريق غير الطريق الذي جاء به , وبعد الفراغ من الصلاة والخطبة يتعجل المؤمن بذبح أضحيته، ومن لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول ذبح في اليوم الثاني أو الثالث.
وبعد يوم العيد و أيام التشريق (وهى الأيام التي بعد يوم النحر وقد اختلف العلماء في كونها يومين أو ثلاثة أيام بعد يوم النحر) يكثر المؤمن من ذكر الله ولا يجوز للمؤمن صيام هذه الأيام عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا فَقَال (كُلْ فَقَالَ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عَمْرٌو كُلْ فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِإِفْطَارِهَا وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا)صححه الألباني. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (أيام التشريق أيام طعم وذكر)صححه الألباني
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله
وبعد انقضاء العمر يجب أن تحين ساعة الفراق من هذه الدنيا ولأن الدنيا كما اخبر عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها)صححه الألباني , فبقاؤنا في هذه الدنيا إنما ساعة ثم نرحل عنها فنسأل الله أن يكون آخر كلامنا فيها لا إله إلا الله قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)صححه الألباني.
فضل الله
ومرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين ولم يبقى للإنسان إلا ما قدمه قبل لحظة الموت أن تحين قال الله تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي!إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)مسلم , وهكذا انتهاء عمر الإنسان ولكن لم يزل باق فضل الرحمن حتى بعد انقضاء اجل الإنسان قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أربع من عمل الأحياء يجري للأموات رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من أجر عمله شيئا ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب)صححه الألباني.
و السلام .
و الله المستعان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى